إمتاع الذات
هل أنا إنسانة طبيعية؟ تساءلت الكثير فيما إذا كانت تلك الرغبة — الرغبة بالشعور بالنشوة مجددًّا، الرغبة بفقدان السيطرة والاستمتاع بتلك الرعشة من جديد — شعور طبيعي يشعر به الفتيات من حولي. المرة الأولى كانت مجرد صدفة، لم أعرف عنها من قِبل المدرسة ولا من القصص المتداولة، فهذه القصص كانت في الغالب تتمحور حول المخاوف، الشرف، الآلام، والطهر وغيرها من المعايير الاجتماعية. لم يكن لدينا الإنترنت في ذلك الوقت، والاستماع لتلك القصص كان المصدر والباب الوحيد للمعرفة.
كنت في العاشرة من العمر، ولم أكن قد بلغت بعد. كنت أغتسل بعد قضاء حاجتي وبلا أي تفكير لاحظت عدم قدرتي على التحكم بانسياب الماء وغزارته، موجهة إياه على مهبلي بعشوائية. لم يسبق لي أن فكرت بوجود ذلك العضو بين فخذي. الماء ينساب، شعور مختلف، شعور جديد ومجهول، شعور لطيف. وجّهت الماء على مناطق مختلفة، مكتشفةً نفسي للمرة الأولى. لم أفهم ذلك الشعور. كيف لذلك الإحساس أن يكون بهذه الازدواجية؛ نشوة يصاحبها طوفان من الأسئلة والذنب. نشوة، ذنب. نشوة ثم ذنب. لم أفهم إلا بعد سنوات من إعادة الكرّة، الذهاب للحمام خلسةً وإعادة اكتشاف تلك المتعة، أن الشعور بالذنب ليس إلا انعكاسًا لتوقعات المجتمع علي كامرأة وحرمانه لي من أبسط فعل وحاسّة فطرية. بأن تجريدي من الجنسانية وما يترتب عليها من رغبات وتحويلها إلى إثم ما هو إلا عقود من سعي المجتمع لتشكيلي كأنثى داخل قالب. ”المرأة ليست كائن جنسي. وجود العضو ليس إلا دلالة على واجبها على الإنجاب. الجنس، الرغبة، والمتعة مخصصة للرجل، “وواجب المرأة إشباعها فقط.
مناقشة أسباب وجذور تلك المعايير والخروج من ذلك القالب يعدّ مرحلة انتقالية وجزء جوهري من تحرير المرأة وتحسين جودة حياتها.
يحيط إمتاع الذات خرافات عدّة تهوّل من أضرار غير صحيحة كالعقم والإضرار بالأعضاء التناسلية وغيرها من الأساطير. أن لكل إنسان عدد محدد من النشوات والتي يجب حفظها للوقت المناسب. على العكس من ذلك، إمتاع الذات فعل طبيعي وصحي ومحثوث، يمارسه كل الأجناس بطرق و ترددات مختلفة فأجسادنا وحاجتنا ومتعنا متفاوتة.
فوائد المتعة الذاتية لا تقتصر على الجسد، فهي تشمل الصحة النفسية والجنسية على حد سواء، من أهم هذه الفوائد:
اكتشاف الذات والجسم وتعلم كيفية الوصول للمتعة الجنسية بلا قيود أو تأثيرات خارجية.
المتعة الجنسية جانب مهم من التصالح مع الجسد وبناء الثقة بالنفس.
خفض التوتر والاسترخاء وما يترتب على ذلك من الوعي بالصحة النفسية.
تحسين النوم.
النشوة الجنسية تفرز هرمون الإندورفين وبالتالي فهي مسكن طبيعي قد تساعد في تخفيف تقلصات الحيض.
إمتاع الذات هو أأمن طريقة للإمتاع الجنسي، لا يترتب عليه أمراض، حمل، أو أي عواقب أخرى.
الإمتاع الذاتي واكتشاف الذات مهم لصحة العلاقات وتسهيل التواصل مع الشريك/ة عن الرغبات.
الشعور بالذنب كنتيجة لإرضاء النفس وإمتاعها يعد مناقضًا لحب الذات، إدراك ما يمكن لأجسادنا تقديمه لنا من أحاسيس مختلفة هي إحدى أسمى القدرات التي وُهِبنا بها، تكريسها كسبيل من سبل العناية بالنفس وعيش حياة أفضل واجب وليس ترف.