متلازمة تكيس المبايض
هي اضطراب هرموني يصيب النساء في سن الإنجاب، يظهر بأعراض متنوعة من أبرزها:
عدم انتظام الدورة الشهرية. قد يحدث الحيض في فترات متباعدة أو متقاربة، أو قد يتوقف تماما
زيادة في نمو الشعر على الوجه، الصدر، الظهر، وفي الجسم عموما
تساقط شعر الرأس
ظهور البثور أو حب الشباب
زيادة في الوزن أو صعوبة في إنزال الوزن
بقع داكنة في الجلد
صعوبة في الإنجاب أو عدم القدرة على الإنجاب
تكيس المبايض: سبب تسمية المتلازمة، لكن لا يشترط حدوثه دائما
زيادة مقاومة الإنسولين الأرق ومشاكل النوم آلام في منطقة الحوض
تختلف شدة المتلازمة من امرأة إلى أخرى، إصابتك بها لا يستلزم ظهور جميع هذه الأعراض.
تصاب ٦–٧% من النساء بمتلازمة تكيس المبايض، وقد يصاب بها البعض دون معرفتهم أو دون أن يحصلوا على التشخيص الصحيح. تبدأ أعراض المتلازمة مع البلوغ، عند بعض النساء يتأخر ظهور الأعراض إلى بداية أو منتصف العشرينات، الوصول لسن الأمان لا يعني توقف أعراض المتلازمة.
كيف تحدث؟
متلازمة تكيس المبايض هي اضطراب هرموني، تحدث بسبب اختلالات في الهرمونات المفرزة من الدماغ والمبيض، بالإضافة إلى اختلالات في الإنسولين.
في بعض الحالات تكون المتلازمة نتيجة زيادة مقاومة الإنسولين في الجسم. مقاومة الإنسولين تعني عدم استجابة خلايا الجسم للإنسولين الموجود في الدم، فيفرز الجسم المزيد منه. للإنسولين وظائف عديدة لا تقتصر على تنظيم السكر في الدم، فهو يقوم أيضا بتنظيم عمل المبيضين، عند زيادة الإنسولين يقوم المبيض بزيادة إنتاج الأندروجين، وهو نوع من الهرمونات الجنسية التي تتضمن التستوستيرون.
ماهي التغيرات الهرمونية في متلازمة تكيس المبايض؟
ارتفاع الهرمون المحفز للجسم الأصفر
ثبات أو انخفاض الهرمون المنبه للحوصلات
ارتفاع هرمونات الأندروجين (مثل التستوستيرون)، وهو التغير الأهم والمستخدم في التشخيص
قد يصاحبها ارتفاع في الإنسولين والكورتزول
مسبباتها
لا تزال مسببات متلازمة تكيس المبايض غير معروفة، تتوارث الإصابات في العائلات مما يربطها بالجينات. حاليا، تعتبر المتلازمة نتيجة لاتحاد المسببات الجينية مع بعض العوامل البيئية مثل: سوء النظام الغذائي، قلة النشاط الرياضي، الإصابة بالأمراض المعدية، أوالتعرض للمواد السامة. بناء على التجارب الحيوانية، قد تكون بيئة الرحم التي تتعرض لها الأجنة مساهمة في تطور المتلازمة عندها في المستقبل.
ما هو تكيس المبايض؟
ظهور تكيسات في المبيض لا يعني دائما الإصابة بمتلازمة تكيس المبايض، تذكري أن المتلازمة هي اضطراب هرموني يؤثر على كل الجسم وتكيس المبايض ليس إلا أحد أعراضها، قد يصاب بعض النساء بمتلازمة تكيس المبايض دون أن تظهر أكياس في مبايضهم.
تكيس المبايض هو ظهور أكياس مملوءة بسائل داخل المبيض أو على سطحه. تظهر ل ٢٠–٣٠% من النساء في فترة من حياتهم، تختلف أحجامها وأعدادها، لا تشكل خطرا في الغالب وتزول لوحدها دون الحاجة إلى علاج.
معلومات أكثر عن الأعراض
مشاكل الدورة الشهرية، قد تظهر بالأشكال التالية:
حدوث الحيض غير منتظم
يحدث في فترات متقاربة جدا أو متباعدة جدا، يعتبر الحيض قليل إذا كان يحدث بمعدل ٩ مرات أو أقل خلال السنة.
توقف الحيض
قد يكون أولي وهو عدم حدوث الحيض من الأساس عند الفتيات البالغات، وقد يكون ثانوي وهو توقف الحيض لمدة ٦ أشهر عند النساء في عمر الإنجاب. كلا النوعين من أشهر أعراض متلازمة تكيس المبايض.
مدة الحيض طويلة
آلام شديدة تصاحب الحيض
كمية الدم في الحيض قد تكون كثيفة جدا أو قليلة جدا.
النزيف في غير وقت الحيض
توقف التبويض، قد يلاحظ بتوقف الحيض أو قد يصاحبه حيض خفيف
٣٠% من المصابات بالمتلازمة لا يشتكين من أي مشاكل في الدورة الشهرية
تساقط شعر الرأس، زيادة شعر الوجه والجسم، وظهور البثور
لدى جميع النساء كميات بسيطة من هرمون التستوستيرون لكنه يرتفع عن المعتاد في متلازمة تكيس المبايض. خلايا الجلد وبصيلات الشعر حساسة لأي ارتفاع في هذا الهرمون مما يسبب ظهور هذه الأعراض
٧٠% من المصابات بالمتلازمة يشتكين من زيادة نمو الشعر في الجسم والوجه.
ظهور البثور أيضا شائع لكن بشكل أقل من نمو الشعر وأقل دقة ليتم استخدامه في التشخيص
البقع الداكنة في الجلد
تظهر في المفاصل وطيات الجلد كالرقبة، الأفخاذ، الفرج
تعتبر علامة لمقاومة الإنسولين في الجسم، لذا قد تظهر أيضا عند المصابين بالنوع الثاني من السكري
تتواجد مقاومة الإنسولين عند ٥٠–٧٠% من المصابات بالمتلازمة
مشاكل الإنجاب
الإصابة بالمتلازمة قد تعني صعوبة الإنجاب عند البعض،عدم القدرة على الإنجاب، أو عدم مواجهة أي مشاكل في الإنجاب
٤٠% من المصابات بالمتلازمة يواجهن مشاكل في الإنجاب
عند المصابات بالمتلازمة خطورة أكبر للإجهاض، الولادة المبكرة، الإصابة بسكري الحمل، وارتفاع ضغط الدم أثناء الحمل.
مشاكل الوزن
تواجه المصابات بالمتلازمة مشاكل في الأيض مثل: مقاومة الإنسولين، ارتفاع السكر، ارتفاع الكولسترول والدهون الثلاثية، والسمنة في منطقة البطن.
العلاقة بين السمنة ومتلازمة تكيس المبايض غير واضحة، السمنة لا تسبب المتلازمة، والمتلازمة أيضا لا تسبب السمنة. لكن، تساهم السمنة في تطور بعض المضاعفات مثل النوع الثاني من السكري، مشاكل النوم، ارتفاع الضغط والكولسترول، مقاومة الإنسولين، ومشاكل الإنجاب.
مشاكل النوم
الأرق وانقطاع النفس النومي من الأعراض الشائعة للمتلازمة، ينتج عنهما الإرهاق وتقلب المزاج ما يؤثر في الحياة اليومية للمرأة.
المشاكل النفسية
اضطراب الهرمونات قد يؤثر على الاستقرار النفسي لصاحبات المتلازمة، بالإضافة إلى تأثير الأعراض الأخرى على حالتهم النفسية مما يزيد من قابليتهم للإصابة بالقلق والاكتئاب.
التشخيص
يتم استخدام معايير روتردام* للتشخيص بالمتلازمة، وهي تشترط تواجد شرطين على الأقل من الشروط الثلاثة:
ارتفاع مستويات الأندروجين، يتم قياسه بالتحاليل الكيميائية أو بظهور الأعراض المرتبطة به (حبوب الشباب، تساقط الشعر، نمو الشعر على الوجه)
قلة التبويض أو توقف التبويض، يتم قياسه بحدوث الحيض
تكيس المبايض
لابد من استبعاد أي أمراض أخرى قد تظهر بأعراض مشابهة
*معايير للتشخيص تم الاتفاق عليها عام ٢٠٠٣ في اجتماع في روتردام بواسطة جمعيتين أوروبية وأمريكية مختصة
ماهي الفحوصات التي ستجريها الطبيبة/الطبيب؟
أخذ التاريخ الطبي: سيتم سؤالك عن الأعراض التي تواجهينها، أوقات دورتك الشهرية، تغير وزنك، تواجد المرض أو صعوبات الحمل في عائلتك،
الفحص البدني: قياس ضغط الدم، الطول والوزن، فحص البشرة للتأكد من وجود البثور، الشعر الزائد، أو تغيرات اللون.
فحص المبيضين بالموجات الفوق صوتية: سيتم فحص حجم المبيض، تواجد الأكياس وأحجامها.
المبيض الطبيعي: تنمو البويضات داخل الحوصلات بشكل طبيعي، عند الكشف عن المبيض يمكننا رؤية حوصلات في مختلف مراحل التطور بمختلف الأحجام، ويكون حجم المبيض طبيعي (٣–٥سم).
المبيض في متلازمة تكيس المبايض: تفشل البويضات في إتمام النمو وهذا ما يؤدي إلى تكون الأكياس، عند تأثر المبيض بالمتلازمة يكون عدد الأكياس ١٢ على الأقل، تتراوح أحجامها بين ٢–٩ ملم، وحجم المبيض يزداد إلى أكثر من ١٠ سم*
*لا يشترط حدوث هذه الأعراض في جميع المصابات بالمتلازمة
المضاعفات
ترافق متلازمة تكيس المبايض احتمالية أكبر للإصابة بالمشاكل التالية:
الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكري
النوبات القلبية
الجلطات
ارتفاع الضغط
ارتفاع الكولسترول والدهون في الدم
الأمراض النفسية كالقلق والاكتئاب وثنائي القطب
اضطرابات الأكل
توقف التبويض على المدى البعيد يزيد من احتمالية سرطان الرحم
تعلمك عن هذه المضاعفات لا ينبغي أن يشعرك بالخوف أوالقلق، أو أن يخفض من جودة حياتك. على العكس، المعرفة مهمة لتحسين جودة الحياة والقيام بما ينبغي لتفادي هذه المخاطر، مثلا بتحسين النظام الغذائي وممارسة الرياضة، التقليل من الدهون، مراجعة المعالجين النفسيين، والالتزام بالفحوصات الدورية.
العلاج
،لا يمكن الشفاء التام من متلازمة تكيس المبايض، لكن تستطيع الكثير من المصابات التحكم بالأعراض والتكيف مع المتلازمة وممارسة الحياة بشكل طبيعي.
تختلف أسباب وأعراض المتلازمة وتفاعلها مع العلاج بشكل كبير بين النساء، لذا من المهم البحث والحديث مع المختصين عن خيارات العلاج المختلفة للوصول لأفضل أسلوب مناسب لك. يحدد العلاج بناء على الأعراض التي تواجهينها، المخاطر المحتملة، وأسباب طلبك للعلاج (مثلا لرغبتك في الحمل أو لمعالجة الأعراض النفسية). في بعض الأحيان قد لا تمتلك الطبيبة/الطبيب الوقت أو الخبرة الكافية لوضع خطة شخصية لعلاجك، لذا من المهم البحث عن طبيبة/طبيب ذوي خبرة في هذا المجال وملاحظة استجابتك لمختلف العلاجات.
الأساليب العلاجية قد تكون بالأدوية أو باستخدام طرق طبيعية أو جراحية، أو بالجمع بين أكثر من أسلوب. لأن آلية حدوث المتلازمة غير مفهومة بشكل كلي، تهدف معظم العلاجات إلى التخفيف من الأعراض بدلا من علاج المتلازمة ككل.
العلاجات الصيدلانية
علاجات هرمونية
تكمن أهمية العلاج الهرموني في تحفيز الحيض، تزيد خطورة الإصابة بسرطان الرحم إذا كان معدل حدوث الحيض أقل من مرة كل 3 أشهر. تحاكي الهرمونات في العلاج عمل هرمونات الجسم المفرزة من المبيض فتقوم بتجديد بطانة الرحم دون الاعتماد على التبويض وعمل المبيض.
حبوب منع الحمل المحتوية على الإستروجين والبروجسترون: تساعد في تنظيم حدوث الحيض وتخفيف الآلام المصاحبة له، تقليل ظهور الشعر على الوجه والجسم (يلاحظ الأثر بعد 6 أشهر من الاستخدام على الأقل)، تقليل تساقط الشعر، تقليل ظهور البثور، تعتبر الخيار الأول للعلاج لتنظيم الحيض والتخلص من البثور.
مضادات الأندروجين: إذا لم يلاحظ تأثير لحبوب منع الحمل بعد 6 أشهر من الاستخدام قد يضاف لها مضادات الأندروجين لتأثير أفضل.
البروجستيرون: تؤخذ لمدة 14 يوم كل 1–3 أشهر، مناسب لمن لا تفضل حبوب منع الحمل الاعتيادية
للعلاج الهرموني طويل الأمد يمكن تركيب لولب يفرز هرمون شبيه بالبروجستيرون.
حبوب منع الحمل تصاحبها أعراض جانبية من أبرزها: الصداع، آلام الثدي، مشاكل الهضم، وتقلبات المزاج.
إذا كان العلاج الهرموني لا يناسب المرأة أولا ترغب بأخذه فيمكنها ذلك لكن لابد من فحص سماكة بطانة الرحم كل ٦–١٢ شهر، أما إذا كانت المرأة ترغب بالحمل فلا تحتاج إلى علاج هرموني، إذا لم ينجح الحمل خلال ٦–١٢ شهر حينها تبدأ خطة علاجية للمساعدة في الإنجاب.
علاجات للأعراض الأخرى
أدوية توصف في الحالات الشديدة لحب الشباب التي لم تستجب لكل الوسائل الأخرى مثل ايزوتريتينوين
مراهم جلدية لتقليل نمو الشعر في الوجه مثل ايفلورنيثين
أدوية خافضة للكولسترول والدهون الثلاثية، مثل ستاتين والذي يخفض التستوستيرون أيضا
أدوية النوع الثاني من السكري التي تستخدم في متلازمة تكيس المبايض لتقليل كمية الإنسولين مما يقلل من الأندروجين، مثل ميتفورمين و ثيازوليدينديون
أدوية لتحفيز التبويض عند الراغبات في الحمل، مثل كلوميفين
وصف هرمونات الغونادوتروبين مثل الهرمون المحفز للتبويض، تقوم بتحفيز التبويض للراغبات في الحمل عند عدم نجاح الوسائل السابقة، تحتاج إلى فحوصات مستمرة لتحديد التركيز المناسب للهرمون ومتابعة عملية التبويض.
التلقيح الصناعي عند عدم نجاح الحمل بالوسائل الأخرى
العلاجات الطبيعية
إنزال الوزن: يساعد فقدان الوزن لمن تصاحب السمنة إصابتهم بالمتلازمة في تقليل مستويات الأندروجين، الهرمون المحفز للجسم الأصفر، والإنسولين، وتساعد أيضا في تنظيم التبويض. يعتبر إنزال الوزن العلاج الأول لمشاكل الحمل، التزمي بنظام غذائي صحي وبالرياضة لفقدان الوزن بطريقة صحيحة.
تقليل الضغوطات الي يتعرض لها جسمك: تذكري أن الهرمونات في الوضع الطبيعي تتأثر بعوامل كثيرة كالتغذية والحالة النفسية والاجتماعية، إصابتك بالمتلازمة وعدم استقرار هرموناتك يجعلها عرضة أكبر للتأثر بالضغوطات. حسني نظامك الغذائي وابتعدي عن الأغذية التي تؤثر سلبا على صحتك، مارسي الرياضة والاسترخاء والتأمل.
يمكن إزالة الشعر الزائد إذا كان يزعجك بطرق طبيعية أو تخفيفه بالليزر.
العلاجات الجراحية
تثقيب غشاء المبيض: هي عملية بسيطة تجرى بالمنظار، يتم فيها ثقب الغشاء المحيط بالمبيض عن طريق الليزر أو بإبرة حرارية مخصصة، التثقيب قد يقلل من الخلايا المفرزة للأندروجين، بالتالي يقل إفرازه وتزيد احتمالية الحمل والاستجابة للعلاج.
المصادر
1. Ndefo UA, Eaton A, Green MR. Polycystic ovary syndrome: a review of treatment options with a focus on pharmacological approaches. P T. 2013;38(6):336–355. http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/23946629.Accessed August 13, 2018.
2. Franks S, Berga SL. Does PCOS have developmental origins? Fertil Steril. 2012;97(1):2–6. doi:10.1016/j.fertnstert.2011.11.029
3. Sirmans SM, Pate KA. Epidemiology, diagnosis, and management of polycystic ovary syndrome. Clin Epidemiol. 2013;6:1–13. doi:10.2147/CLEP.S37559
4. McLuskie I, Newth A. New diagnosis of polycystic ovary syndrome. BMJ. 2017;356:i6456. doi:10.1136/BMJ.I6456