في الحادية عشرة من عمري لاحظت وجود آثار بيضاء على ملابسي الداخلية، قد يصدف أحيانًا أن أراها قبل أن تجف. مادة لزجة، لم أفهم ماهيتها ولم أستطع أن أسأل عنها. كنت أخاف أن يراها أحد ويكشف ما بي من خلل. سمعت مرة من العاملة المنزلية عن مرض يصيب النساء ويتسبب بخروج ماء من أسفلهن، خفت ولكن تجاهلت الموضوع؛ فالمرض أسهل من مواجهة القلق والمساءلة من والديّ. حدّثتني مرة ابنة عمتي عن صديقتها التي لاحظت خروج سائل أبيض منها، أبديت الاستغراب والتخوف على الرغم من أنني أواجه نفس الحالة إلا أني خوفي منعني من الحديث عمّا يحدث معي. علمت لاحقا أن صديقتها ما هي إلا شخصية وهمية خلقتها حتى لا تنكشف هي أيضًا، أخبرتني ابنة عمتي عن ازدياد قلقها في طفولتها بعد ردة فعلي اتجاه السؤال.

لم أسمع عنها أبدًا، لا في المدرسة ولا في أحاديث الأمهات، اعتدت الموضوع وخف قلقي. قرأت عنها لأول مرة في مرحلة المتوسط في موقع ديني، فتوى عن وجوب الاستحمام عند رؤية آثار على الملابس، كان من المستحيل اتباع الفتوى فالآثار موجودة طوال الوقت. أحاول تذكر أول مرة تعلمت عنها، لا أصدق أني أنهيت المدرسة دون تلقي أي معلومة صحيحة عن الإفرازات. استطعت أن أجد إجابات صحيحة في الإنترنت بعد استخدامي للغة الإنجليزية. كان أول حديث أشهده عنها في الجامعة، مرة أخرى من معلمة الدين، لكن هذه المرة كانت تخبرنا عن الفتاوى الخاطئة بشأن الإفرازات لعدم تأكد رجال الإفتاء من مصدرها، وعن جهود إحدى النساء في الشريعة في جمع الأدلة الطبية لإقناع كبير المفتين بأنها تخرج من المهبل، فتحة منفصلة عن فتحة البول، وأنها غير نجسة.